“واجهتُ كل هذا الخراب كشجرة وكان العالم فأساً.”
بهذا التعبير العميق، وصفت الكاتبة الشهيدة آمنة حميد إحساسها في مواجهة القسوة والخراب الذي يحيط بها وبأبناء شعبها. كلماتها كانت بمثابة شهادة حيّة على صمودها الذي يشبه صمود شجرة في وجه الرياح العاتية، وغدر العالم الذي لم يمنح غزة سوى مزيدٍ من الألم.
قبل يومين فقط من استشهادها، التقطت آمنة صورة لقطتها المفضلة أمام منزل عائلتها في مخيم الشاطئ. تلك اللحظة البسيطة التي جمعت بين الحنان وبراءة الحياة تحولت اليوم إلى رمز مأساوي، حيث يُعتقد أن القطة، مثل صاحبتها، لم تنجُ من القصف الغادر الذي استهدف المكان.
الصورة، التي التُقطت بعدسة آمنة، تحمل اليوم معانٍ أعمق. فهي ليست مجرد صورة لحيوان أليف، بل نافذة على حياة يومية كانت تتحدى الموت والقهر. حياة تتجسد فيها معاني التعلق بالأمل رغم الدمار، والبحث عن لحظات سلام وسط العاصفة.
آمنة، تلك الكاتبة التي حولت الألم إلى كلمات، والخراب إلى قصص تحكي معاناة الإنسان الفلسطيني، باتت اليوم رمزًا لكل من يُصرّ على الحياة وسط الموت. كلماتها الأخيرة وصورها التي التقطتها بنفسها تبقى شاهدة على إنسانيتها وعلى الواقع المرير الذي عاشته غزة.