شغب طفولة

النساء الفلسطينيات… أيقونات الصمود في وجه رصاص الاحتلال

مرارًا وتكرارًا، يمارس الاحتلال الإسرائيلي أبشع أشكال العنف ضد النساء الفلسطينيات، قتلاً وقمعًا وترهيبًا، دون أي اعتبار لحرمة الحياة أو قوانين حقوق الإنسان. في وضح النهار، تتساقط دماء النساء على الأرض، في المسجد الأقصى، وعلى الحواجز، وفي الأزقة والمخيمات، بينما يظل العالم صامتًا، وكأن دماء الفلسطينيات لا تستحق أن تُثير الغضب.

جرائم تُكتب بدماء النساء

كم مرة ودعت أم طفلها الذي حملت ملابسه العابقة برائحته، وكم زهرة فلسطينية استشهدت وهي تحتضن دميتها بين الركام. كم عائلة أُزيلت بالكامل من السجل المدني، بما في ذلك نساؤها وأطفالها، دون أن يجد هذا الظلم صدىً حقيقيًا في ضمير العالم.

في يوم كهذا، حيث تزحف النساء الفلسطينيات في مظاهرات حاشدة منددة بالاحتلال وجرائمه، يظهرن كرمز للبطولة والصمود، وكأنهن يقلن: الموت لإسرائيل، والمجد للحرية.

الأم الفلسطينية: رمز للمعاناة والصمود

أمهات الأسرى تحملن ألمًا لا يمكن وصفه. والدة الأسير يعقوب قادري رحلت دون أن تتمكن من لمس وجهه بعد 19 عامًا من اعتقاله. وأم عميد الأسرى كريم يونس، التي انتظرته أربعين عامًا، غادرت الحياة دون أن تحتضنه. هذه قصص ليست إلا غيضًا من فيض جرائم الاحتلال التي تستحق الوقوف عندها مرارًا وتكرارًا.

نساء في وجه المدافع

في الخليل، اعتُقلت سلوى وزينب قبل أيام قليلة، وفي جنين، استخدم الاحتلال عهد مرعب ذات الـ16 عامًا كدرع بشري أثناء اقتحام دامٍ. في سجن ريمون، تقبع منى قعدان، التي قضت ثلثي عمرها بين الاعتقال والإفراج المؤقت، دون محاكمة أو تهمة واضحة، فقط لأن الاحتلال يستطيع.

القدس: النساء في الخطوط الأمامية

في المسجد الأقصى وأحياء القدس، تتعرض النساء للاعتداء الجسدي والنفسي يوميًا. يضرب الاحتلال العجائز قبل الفتيات، في محاولة لكسر عزة النساء الفلسطينيات، لكنه يفشل في النيل من عزيمتهن.

واقعٌ يصرخ في وجه العالم

نساء فلسطين يعشن في ظروف لا تصلح للحياة الآدمية، كما تشير قصص الأسيرات اللواتي أنجبن داخل السجون، مثل زكية شموط، وأميمة الأغا، وغيرهن. ورغم ذلك، يستمر الاحتلال في ترويع النساء وقتلهن. وفقًا لإحصائيات مركز الميزان لحقوق الإنسان، استشهدت 501 فلسطينية بين 2008 و2022، إلى جانب غادة، مها، غفران، شيرين أبو عاقلة، وغيرهن من الشهيدات اللواتي أُعدمن بدم بارد.

رسالة من غزة للعالم

اليوم، ومن أمام مقر الصليب الأحمر بغزة، تؤكد النساء الفلسطينيات على الآتي:

  1. كل جريمة يرتكبها الاحتلال بحق النساء، سواء بإطلاق النار أو الترهيب النفسي والجسدي، هي جريمة متكاملة الأركان تستوجب محاكمته.
  2. يتوجب على النساء الفلسطينيّات مواجهة جرائم الاحتلال بتطوير أساليب الدفاع عن النفس وتعزيز الوعي الجماعي.
  3. يجب تشكيل لوبي عالمي يستخدم الإعلام الجديد لتسليط الضوء على جرائم الاحتلال بحق النساء الفلسطينيات، تمامًا كما يتم التركيز على قضايا العنف ضد النساء عالميًا.
  4. تُدان المؤسسات الدولية التي تصمت أمام هذه الجرائم، ونطالبها باتخاذ خطوات حاسمة لوقف سياسة الاحتلال في استهداف النساء وتجريمه دوليًا.
  5. نطالب بفتح تحقيق شامل في الجرائم المتراكمة، بدءًا من رفع الإخطارات إلى الطعن بالقوانين الإسرائيلية التي توفر الحماية القانونية لجرائم الجنود.

ختامًا

نساء فلسطين، رغم كل ما يواجهنه من قمع وتنكيل، هنّ رمز للصمود والقوة. أصواتهن ودماؤهن تصرخ في وجه الاحتلال، وتطالب العالم بالتحرك. فهل يصل الصوت، أم يظل الصمت سيد الموقف؟

بواسطة
آمنة حميد
المصدر
موقع الشهيدة آمنة حميد
زر الذهاب إلى الأعلى