شغب طفولة

هنّ الحكاية… حينما تزهر الكرامة من دماء الشهيدات

خبزن أجسادهن مرتين لتُقدم قرابين على موائد الوطن المحمّلة بالكرامة والمجد. أشعلن بريق أعينهن شموعًا في عتمة كهوف العمر، حيث بكى الأجداد وأقسموا ألا يفرطوا في ذرة من تراب الوطن.

قطفن ربيع أعمارهن بمنجل البارود، نثرن عبير شذاه في أزقة الوطن وشوارعه، ليتحول الورد إلى شاهد صامت على حكايات الحزن والصمود.

هنّاديات الوطن… رموز الفداء

هنادي جرادات، تلك الشابة التي فجّرت نفسها في مطعم “مكسيم” بحيفا، أوقعت 22 قتيلًا و51 جريحًا من المستوطنين. لم تكن مجرّد فتاة؛ بل كانت أيقونة حية تحمل في خطواتها شموخ الوطن وجسدت تضحية لا تُنسى.

هبة النضال وإرث الشجاعة

هبة دراغمة، التي فجّرت نفسها أمام مجمّع “هعمكيم” التجاري، أردت 3 مستوطنين قتلى وجرحت 70 آخرين. كانت هبة عاصفة اجتاحت الوجوه الباردة لتزرع الرعب في قلوب المحتلين.

نورا وزينب… سيف الفجر

اسأل الفجر من أين اكتسب نوره، سيجيبك من خنجر نورا شلهوب، التي استشهدت على حاجز الاحتلال بعد محاولتها طعن جندي. وفي التلة الفرنسية، لا يزال ظل زينب أبو سالم يروي عن جرأتها، شاهدًا على عجز الاحتلال عن حماية نفسه.

وفاء وآيات… الصمت الذي يهزّ المحتل

وفاء إدريس، تلك الصبية التي رفعت وشاح الكرامة عاليًا، قتلت مستوطنًا وجرحت 90 آخرين، تبعتها آيات الأخرس، التي فجّرت نفسها في محل تجاري، قتلت 12 مستوطنًا لتثبت أن الوطن يستحق كل تضحية.

إلهام وريم… حين تصبح الأجساد سلاحًا

في أزقة جنين، منزل إلهام الدسوقي شاهد على جسدها الذي قتل ضابطين وجرح عشرة جنود. أما غزة، فقد حفظت خطوات ريم الرياشي عند معبرها، حيث أوقعت 4 ضباط قتلى، مخلفة صدى لا يُنسى.

عندليب وفاطمة ودارين… وجوه خالدة في ذاكرة المجد

في سوق “محني يهودا”، ما زال ضجيج ثأر عندليب طقاطقة حاضرًا، حينما أصاب 95 مستوطنًا. وفي جباليا، فاطمة النجار فجّرت نفسها في وحدة عسكرية محتلة، لتكتب اسمها بحروف من نور. أما دارين أبو عيشة، فقد أغرقت حاجز “مكابيم” بدمائها الطاهرة.

الوطن ينادي… والذكريات تعود

هؤلاء الشهيدات غرسن أجسادهن في تراب الوطن بدل الورد، وتركتهن الرياح ذكريات تتجدد كلما هبت نسائم الحرية. في كل حكاية، يقف المجد طارقًا أبواب الذكرى، يروي لنا بصوتٍ عالٍ عن نضالهن وتضحياتهن التي أضاءت درب الكرامة.

زر الذهاب إلى الأعلى