شغب طفولة

امتهان الجنون

“القراءة” هي دربٌ من دروبِ امتهانِ الجنون،
تشدّكَ نحو انجذابٍ لطيفٍ،
كاستجلابِ شالٍ أنيقٍ
على كتفِ أنثى ليست أنا.
حينها،
تكتنفني الغبطة،
كما ينسدلُ الغيمُ بنكهةِ “جني”
ثمارٍ ناضجةٍ من الفكر،
صنوفٌ شهيةٌ
بين فلسفةٍ، علمٍ، وأدبٍ.

“القراءة” تزجُّ بي بين دفتيّ كتاب،
أقطنهُ/يقطنني،
أُحملقُ فيه/يُحملقُ فيَّ،
كأني أرى اليقينْ.
أُسرّحُ مضمونهُ حرفاً حرفاً،
وأرشُّ معانيه بأجملِ عطر.

هي دفءٌ ينتزعني برقةٍ،
من صقيعِ الروحِ
نحو دبيبِ الحياة.
تنثرني بين سطورها،
حيث الفيضُ يروي شحَّ الجمال،
في زمنِ انعدامِ القراءة.

تصبح القراءة طقساً أبدياً،
يروحُ بين فصولِ العام،
سطوعُ شمسٍ،
وانهمارُ حرفٍ شفيف،
وأزهارُ ربيعٍ تُساقطُ الغابرَ من الفكر،
تجدّده، وتزاحمُ الروحَ
بانتفاضةِ وعيٍ جديد.

مع كلِّ كتابٍ بين يديّ،
يفتحُ صدرهُ لي وحدي،
فتشتدُّ عزلتي به،
يسرقني نحو غرسِ الزهر
في فمِ “الربيع”.

غيبوبةُ مطرهِ تلك،
تُطيرني معه
في قواربِ الصفاء،
وتفتحُ نافذتي
على ثقافاتٍ أخرى.
وأستمرُّ هكذا،
حتى يهدهدني التعب،
ويعبرُ روحي كحلمٍ جميل.
يُغمضُ الكتابُ عينيه،
وينامُ فيَّ أبداً.

زر الذهاب إلى الأعلى