بين شفاه الأمس والغد
الشعرُ…
لعنةٌ كبرى،
قدرٌ جميل،
ملجأٌ واغتراب.
هو خيانةٌ عظمى،
ووفاءٌ أطهر.
إثمٌ أرتكبهُ
في السرِ والجهر،
في البحرِ أو تحتَ المطر.
أمارسهُ على الورق،
أو حتى على حجر.
أمزقُ كلَّ الخطوط:
الصفراء، السوداء، والخضراء.
الشعرُ…
نفثُ حريةٍ
وتحدٍ في روحِ الزهر،
مخاضُ تجاربنا
وما عجّت بهِ فصولُ العصر.
قالوا يوماً:
“الشعرُ في وطني
بدعةٌ، وربما شعوذةٌ وسحر.”
لكنّ الحقيقةَ هي:
الشعرُ في وطني
يصادرُ العمر.
مغامرةٌ مجنونة
من عطرٍ وحبر،
سرورٌ عميقٌ، رشيقٌ، شديد.
سربٌ من منازع،
وملاحةُ حبر.
حلمٌ جميلٌ:
انتقاءٌ، اقتراعٌ، انتخاب،
يتجوهرُ على الورقِ
كالدر.
في الشعرِ…
ربيعنا وخريفنا،
صيفنا وشتاؤنا الحار.
جنونٌ يندلقُ
من أفقِ الخيال،
يُرتبُ في قهوةِ الفنجان
بمزاجيةِ الجمال،
يجتاحُ أوردةَ
الشُقرِ والسُمر.
هو مديحنا حباً،
حزننا رثاءً،
أحلامنا وأفراحنا،
واقعنا في النثر.
هو صدقنا الكاذب،
وكذبنا الصادق،
رحلةٌ نقطَعها
نقطةً نقطة،
من صمتٍ جميلٍ
إلى ثرثرةٍ على كتفِ السهر.
الشعرُ…
ودنَا المدفون
بين الأمسِ واليوم،
على قدرٍ من نقاطٍ
وحبر.