إعلام

طرود غذائية لا تسد جوعًا ولا “ترمّ” عظمًا

طرود غذائية لا تسد جوعًا ولا “ترمّ” عظمًا: تقلّب المواطنة نرمين خلف “40 عامًا” طردًا غذائية وصلها من إحدى الجمعيات، وهي تنظر إلى محتوياته التي وصفتها بـ”غير الضرورية”، ثم تضعها جانبًا.

وتبدي المواطنة وهي أم لأربعة أبناء استياءها من الطريقة التي تعدّ فيها المؤسسات الخيرية الطرود الغذائية لتوزيعها على المستفيدين، بقولها: “بالرغم من تعدد الطرود ولكن كلها كانت متشابهة وكأنها جاءت من مصدر واحد”.

في قطاع غزة الذي تحاصره سلطات الاحتلال الإسرائيلي منذ عام 2006، ترتفع نسبة الفقر بين نحو 2 مليون مواطنة إلى أكثر من 50%، ناهيك عن اعتماد حوالي 80% من المواطنين على المساعدات الغذائية، ما يجعل الطرود مصدرّا أساسيًا لحياة المواطنين.

“علب من الفول وبعض المعكرونة والبقوليات وغيرها، كلها أشياء متشابهة تمامًا تلقيتها في ثلاث طرود غذائية” تقول نرمين، وهذا ما جعلها تعتقد أن هذه الطرود المعبّأة بنفس الطريقة يتم جلبها من ذات المكان، لكن المشكلة هنا أنها لا تشكّل قيمة غذائية عالية بالنسبة لأبنائها، فضلًا عن حاجيتهم لأشياء لا تتوفر عادة في هذه الطرود.

المواطنة فاطمة الزبدة “56عامًا” هي الأخرى لديها شكوى من محتوى الطرود الغذائية، فتاريخ الانتهاء لبعض المعلبات قريب للغاية، وهناك تلف أو عطب أصابها من المخرج فبدت غير قابلة للاستخدام، وتعتقد الزبدة أنها طريقة للتخلص من البضائع القديمة التي تقوم بتنفيذه المؤسسات والهيئات التي توزع هذه الطرود دون التأكد من جودتها.

وقالت الزبدة ل (نوى) :”لست مستعدة مهما بلغت حاجتي وأطفالي إلى استخدام الأشياء سيئة الجودة، حتى وإن كانت على شكل طعام مطهو ومُعد، فإن فقرنا وحاجتنا شيء وصحتنا البدنية والنفسية شيء آخر”.

إلى جنوب قطاع غزة، حيث يشتكي المواطن موسى عوض الله “53 عامًا” من حالٍ مشابهة، فهو وأسرته عاشوا تجربة استقبال وجبات الإفطار الرمضانية من بعض مشاريع الصائمين الذي تنفذه عدة مؤسسات، وقال :”لم أتمكن أنا وأولادي من تناول لقمة واحدة، فقد كانت سيئة جدًا”.

ويعتبر عوض الله ل(نوى) هذا انتهاك جديد وإساءة للفقراء والمحتاجين في شهر الخيرات، يتوجب مراجعة شاملة لكافة المؤسسات الخيرية والهيئات التي تقدم المعونات خلال شهر رمضان.

نيفين أبو هربيد، هي إعلامية وناشطة في مجال تنفيذ مبادرات للعائلات المتعففة، وكان لها العديد من الملاحظات على الطرود التي يتم توزيعها على الناس.

تقول أبو هربيد:”توزيع الطرود يكثر عادة في شهر رمضان، لكن بكل الأحوال فنسبة التوزيع قليلة مقارنة بأعداد المحتاجين في ظل الفقر الذي يعانيه قطاع غزة”.

وتنتقد أبو هربيد طريقة اختيار الأصناف الغذائية التي يتم توزيعها، فحسب وجهة نظرها يجب اختيار الأصناف الضرورية لكل منزل ويفضل الاستماع لاحتياجات العائلات المتعففة لمعرفة ما يريدون، وليس كما يتم التوزيع.

فالمؤسسات تنفق مبالغ كبيرة في أصناف غير ضرورية وتهمل أخرى أكثر أهمية -حسب أبو هربيد التي ترى أن ذلك ربما يحدث دون قصد، لكن:”أحياناً يتوجب على المؤسسات ضرورة التواصل مع الفئة المستهدفة ومعرفة احتياجاتها وتقييمها أولاً بأول لكل حملة خيرية”.

ودعت أبو هربيد الجهات المعنية والمؤسسات الخيرية التي تنشط في قطاع غزة إلى ضرورة إيجاد وسيلة لتحديد احتياجات الأسر المتعففة كتوزيع استبانة مثلا بعد فترة لتقييم الطرد الغذائي واهمية معرفة أكثر الأشياء التي وجدوها ضرورية والأشياء التي كانوا يتمنون وجودها.

 

إقرأ أيضا

رمضان بالباب.. حنينٌ للبيوت المهدمة و”لمّة العيلة”

بواسطة
آمنة حميد
المصدر
شبكة نوى
زر الذهاب إلى الأعلى