هذه بطلتي آمنة حميد.. الصحفية: هدى باروود
201 يوم من الحرب، أكثر من 25 نزوح ولم تغادر. وكانت ترى مغادرة مدينة غزة والشمال إنجاح لمشروع التهجير وخذلان للصامدين في القطاع.
اخرجوها من تحت الأنقاض مرتين، في واحدة منهما كانت قد أصيبت هي وضحى ولم تشعر بألمها حتى تم تضميد جراح صغيرتها.
مشت في شوارع مهدمة لم تعرف ملامحها برفقة 6 أطفال -ابناؤها- في منتصف الليل، ترعاهم كحمامة تحمي صغارها، خائفة ووحيدة وموجوعة لكنها لم تستسلم.
هذه بطلتي، حدسها يسبقها. تقص طرف ثوبها الطويل الذي استعارته بعد تمزق ملابسها بقصفٍ سابق.
تقص الثوب قبل دخول الجيش الإسرائيلي للمنطقة بدقائق، ولمّا يدخلون تحمل الصغار وتهرب خفيفةَ بثوبٍ واسعٍ وطويل وأطرافه مقصوصة.
هذه بطلتي، حريصة وبارعة في التخطيط فقبل حصار الشفاء تتفق مع أصدقاء لتوزيع أطفالها بينهم، فإن تعرضت هي لشيء ضمنت سلامة الجميع.
هذه بطلتي، كريمة لدرجة ملائكية، تنفق آخر ما في جيبها لشراء طعامٍ لأطفالها وللنازحين معها.
هذه بطلتي، عزيزة النفس، تنظف مساحة مهدمة من بيت عائلتها وتلجأ لها مع أطفالها فلا تثقل على أحد.
هذه بطلتي، صاحبة المبدأ وأجمل الشهداء.