الأسيرات الفلسطينيات… حكايات الصمود وسط زنازين العذاب
33 أسيرة فلسطينية يعشن في زنازين البؤس، حيث الرطوبة والحشرات تنخر أجسادهن في سجن الدامون، الذي شُيّد في القرن الماضي كمخزن للتبغ والدخان، ليصبح الآن شاهدًا على معاناة النساء الفلسطينيات في أسوأ ظروف احتجازية يمكن أن تُفرض على البشر.
عذابات القيد والجراح
بين هؤلاء الأسيرات، قاصرة وستة جريحات يحملن في أجسادهن رصاصات العدو الغادرة، كأن القيود والتنكيل الذي تعرضن له لم يكن كافيًا. بينهن عشر أمهات لم تلمس أناملهن أطفالهن منذ زمن طويل، يحملن وجع الفقد وقسوة الظلم. تضاف إلى معاناتهن الأحكام المرتفعة التي فُرضت بتهم ملفقة، هدفها كسر عزيمتهن وزيادة الضغط على النساء الفلسطينيات، دون أن تجد هذه الانتهاكات دعمًا دوليًا كافيًا.
ازدواجية الغرب… حقوق المرأة المشروطة
في حين أن العالم الغربي يروج لخطاب مناهضة العنف ضد المرأة، فإنه يغض الطرف عن العنف الممنهج الذي تتعرض له النساء الفلسطينيات. يُمول الغرب حملاته التي يصف فيها المجتمعات الإسلامية بالرجعية، بينما يبني منظومته على أسس مادية تجعل من المرأة سلعة تُباع وتُشترى تحت شعارات الحرية المزعومة.
نضال نساء فلسطين… أيقونة الكرامة
ما تم ذكره عن معاناة الأسيرات الفلسطينيات ليس سوى غيض من فيض، يتطلب استراتيجية شاملة تعيد إبراز دورهن كرموز للصمود والثبات. إن نساء فلسطين لم يكنّ فقط ضحايا؛ بل كنّ في مقدمة صفوف المدافعين عن الأرض والعرض.
معركة عقدية وشرف الدفاع
معركة المرأة الفلسطينية ليست مجرد صراع ضد الاحتلال؛ بل هي معركة قوامها عقدي بالأساس، تمنحها الشرف لتكون درعًا يحمي شرفها وأسرتها وأرضها. إنها مثال على الشجاعة والبسالة، حيث تقف المرأة الفلسطينية في ميادين الحياة السياسية والاجتماعية والعسكرية، لتثبت للعالم أن الكرامة لا تُقهر، وأن النضال ليس حكرًا على الرجال.
رسالة للعالم
على العالم أن يعيد النظر في موقع المرأة الفلسطينية في نضالها، وأن يدرك أن حقوق الإنسان ليست شعارات تُرفع وقت الحاجة، بل أفعال تتطلب الالتزام. نساء فلسطين يقفن في الصدارة، وواجبنا أن نعيد لهن موقعهن كأيقونات للثبات والشرف.