شغب طفولة

مرحى، مرحى

أطفأوا ليلي والشعلة،
عادوا الشمس والقبلة،
حرموا الأم من طفلتها،
وداسوا وطني على غفلة.

صلبوا عمري وغنّوا ببهجة،
رقصوا وصنعوا ضجة،
في الميناء هجرةٌ تلو هجرة،
نجتازُ مخاطرها مرة،
وتجتازنا ألف مرة.

حاصروا موتنا والصرخة،
قلّبوا التاريخ بهمّة،
فتّشوا حقائب النقمة،
وغرسوا بيننا بذور البغضة،
حضروا على أمسنا والغد،
وتأهّبوا فرحاً للمتعة،
ليرقصوا على أوجاعنا،
وزادوا الوجعَ بالملح بلّة.

مضت أيامٌ قليلة،
وعاد الصحو ببسمةٍ عذبة،
جّلد أيامنا بالعزّة،
احتضنَ البيت بحرقة،
ورفع راياتِ العودة.
أموتُ حرقاً لا مذلة،
فذي سهولي، جبالي، والتلة،
وذا اختلاجُ الروح في البذرة،
وجذورنا في الأرض ممتدة.

كيف أرحلُ رغم الشدة؟
سأعانقُ حزنها بوحشة،
وإن بدت في عينها رهبة،
سآتيها من غرفة لغرفة،
وأروي ظمأها بنبأ الغلة،
وبركان الإخوة والثورة.

“مرحى، مرحى”
لنـــا العودة.

زر الذهاب إلى الأعلى