جدي حسن: حكاية وطن من الصمود إلى الغياب
ثمانية وعشرون عامًا مرت على وفاة جدي حسن، الذي كان يُجسد الوطن بمعناه العميق. عاش حياته بين الأسر والسجون، متنقلًا بين شطا وبئر السبع وغيرها من المعتقلات الصهيونية، حيث واجه ويلات القهر وصرير السلاسل التي أغلقت عليه في وقتٍ لم يكن طريق التضحية والفداء سالكًا إلا من قِلة قليلة.
دفع جدي ثمنًا باهظًا لصموده، ثمنًا امتزج بالفقد والاغتراب. قضى ما يقارب أربعة وعشرين عامًا مبعدًا إلى جبل الجوفة في الأردن، فيما واجهت جدتي آمنة، شريكة حياته، معاناة التنقل بين أبنائها وزوجها المبعد، تتحدى صعوبات الطريق ومرارة الفراق لعقدين من الزمن.
كان جدي يمتلك فهمًا عميقًا لطبيعة الاحتلال، يدرك أن هذا العدو لا يفهم سوى لغة الظلم والجبروت، تلك اللغة التي صادرت أحلامنا وأراضينا، واستمرت في سلب أرواح الأبرياء بلا رحمة. وفي حين كان البعض يهرولون نحو التطبيع والخنوع، ظل جدي ثابتًا على طريق الحق، متكئًا على إيمانه العميق، بعيدًا عن ألاعيب السياسة المغمسة بالذل والانكسار.
رحمك الله يا جدي، يا وطنًا حيًا فينا، نستلهم منك معاني الكرامة والصمود.